فرحة المناسبات الكبيرة والخيبات العميقة...
- عزيز بن ثاني
- 14 فبراير
- 2 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 10 مارس

ولادة طفلة جديدة أسميناها "روز"، حدث مميز أردت مشاركته مع العالم. أعلنت الخبر بكل سعادة، متوقعاً أن الأشخاص الذين يدعون أنهم أصدقاء ومحبون لي سيظهرون هذا الاهتمام ولو بأبسط الطرق: "مبروك." كلمة واحدة، لفتة بسيطة تعني: "أنا أراك، وأفرح معك."
لكن بدلاً من ذلك، وجدت الصمت.
رأوا المنشور، عيونهم مرت على الخبر، لكن أصابعهم عجزت عن كتابة كلمة واحدة.
ثم تأتي النصيحة المعتادة: "لا تأخذها بشكل شخصي." نصيحة يرددها الجميع وكأن الانفصال عن المشاعر هو قمة الحكمة. لكن لنكن واقعيين: عندما يتجاهلك شخص تعتبره صديقاً، شخصاً قال لك مراراً وتكراراً كم يحبك ويهتم بك، في لحظة خاصة جداً من حياتك، كيف يمكن ألا تأخذ صمته بشكل شخصي؟
أخذ الموضوع بشكل شخصي أحياناً هو أكثر الخيارات وعياً. لأنه حينها تسمح لنفسك بالشعور بالألم بدلاً من إنكاره. تدع صمت الآخرين يتحدث بصوت عال وتستمع له.
لا تهرب من الإحساس بالخذلان، بل تواجهه، ومن خلال ذلك تصل إلى وضوح أكبر. لأن الحقيقة هي أن العلاقات لا تُعرّف بما يقوله الناس، بل بما يفعلونه - أو ما يفشلون في فعله.
صحيح، يمكن عدم أخذها بشكل شخصي لتجنب المواجهة مع نفسك ومع الآخرين. يمكنك أن تقنع نفسك بأنهم كانوا مشغولين، أو نسوا، أو لم يروا المنشور. قد تحافظ بذلك على السلام الظاهري معهم، وعلى وهم "كل شيء تمام" لكن في أعماقك، تعرف الحقيقة. تعرف من كان حاضراً ومن لم يكن، وستدرك أن تجاهل هذا الشعور لا يلغي الخيبة؛ فقط يدفنها في أعماقك حيث قد تتفاقم مع الوقت.
أحياناً، أخذ الموضوع بشكل شخصي هو تحرر. ليس معناه حمل الضغائن، بل إعادة ترتيب الأولويات. عندما يظهر لك الناس حقيقتهم، صدقهم. صمتهم ليس مجرد غياب كلمات، بل كشف عن واقع. إنه يوضح من هو فعلاً بجانبك، ومن يهتم بسعادتك بما يكفي ليتفاعل معك، ومن كان موجوداً فقط بدافع المجاملة أو العادة.
نعم، الخيبة مؤلمة. مؤلم أن ترى أشخاصاً كنت تظن أنهم يهتمون لأمرك، يفشلون في الاحتفال بإحدى أسعد لحظات حياتك. لكن هذا الألم ضروري لأنه يمهد الطريق للحقيقة. إنه تذكير بأن ليس كل شخص يستحق مكاناً في الصف الأول من حياتك. إذا لم يتمكنوا من مشاركة فرحتك، فلماذا تتوقع منهم أن يدعموك في أوقاتك الصعبة؟
لذا، نعم، سأعتبر تجاهلهم أمراً شخصياً. سأدع صمتهم يكون الدرس الذي علي أن أتعلمه. سأشعر بالألم، وأتعامل مع الخيبة، ثم أمضي قدماً، أخف وزناً وأكثر وعياً بمن يستحق طاقتي ومن لا يستحقها.
إلى من احتفل معي وشاركني فرحتي، شكراً لكم على مشاعركم الصادقة. أنتم من أريدهم حولي دائماً. أما من اختاروا الصمت، فقد تحدثتم بأكثر مما تظنون. لا تقلقوا - سمعتكم بوضوح.
Comments